Pages

السبت، 15 يونيو 2013

مفارقات مصرية !



تُقرأ فى دقيقتين


فى طريقى إلى و من القاهرة :

فى القطار كان يجلس بجوارى ثلاثة أطفال .. أو بمعنى أصح بجوارى و إلى الأسفل حيث قطعت المسافة كاملة واقفاً ؛ فكل تذاكر هذا القطار بيعت كلها قبل أسبوعين تقريبا.
أمسك أصغرهم (أشجعهم) بأذن أخيه و كأنها بوقا مكبرا للصوت و ليست للهمس ، قصَد ألا أسمعه أو هكذا تخيّل! فكان صوته أعلى من صرير العجلات الحديدية قائلا بكم كبير من الدهشة و المفاجأة : على فكرة عمو اللى جمبنا دا مهندس.و إذا بأخيه الأكبر يبادله نفس الحركة بصوت مسموع أيضاً لكن أقل وضوحاً : بس يا أهبل شنطته مكتوب عليها "طب طنطا"

أمال بيذاكر كتاب اسمه : "فيزياء المستحيل" ليه ؟ مش فاكر لما محمد قالنا انه مهندس عشان بياخد فيزيا و اننا هناخدها لما نكبر ؟؟!
بس شنطته ملزوق عليها طب طنطا !
طب ما تسأله ! اسأله انت !
و هنا تقدم نحوى الأصغر و بصوت هامس للغاية و رأس مطأطأ : عمو .. هو انت فى سنة كام ؟؟
******

المفارقة الثانية فى الكتاب نفسه .. فبعد مشوار فاشل و بعد أن فاتنى موعد القطار اتجهت لركوب ميكروباص و أكمّل متعتىّ السفر و القراءة .. و كأن السفر خُلق للقراءة !
و فى الميكروباص الذى يأخذ "الغرزة" تلو الأخرى نمر بتلال من القمامة محروقة برائحة الكربون أو مازالت محتفظة برائحتها .. طوابير الوقود .. الطرق المسدودة .. النقل الثقيل يلزم اليسار ! .. النقر و المطبات التى لا يصح أن يمتلأ بها طريق بطئ لا طريق سريع يربط بين حاضرتى مصر ، الاسكندرية و القاهرة !
كل ذلك اعتدت عليه لكن ما أيقظ فىّ الاعتراض على الواقع مرة أخرى هو أن بين يدى ذلك الكتاب .. "فيزياء المستحيل" وقتها كنت أسبح فى عالم من حقول القوة .. و امكانية أن ترتفع كل وسائل المواصلات عن الأرض كالوسائد الهوائية فى قطارات اليابان و هونج كونج و فى كيفية الانتقال الآنى و التخفى و المدافع الشعاعية و الليزر و أشباه المواد .. بل و فيزياء كل ذلك .. أنبهر بالتطبيقات الهائلة التى من الممكن أن تدخل ضمن حياتنا اليومية أو حياة أولادنا و أحفادنا .. وأنبهر أيضا بما أراه خلف شباك الميكروباص الزجاجى.
هل ما فى الكتاب هو ما سيورثه العالَم لنا و لأولادنا ؟ .. و هذا ما سنورثه نحن لهم ؟؟!!!


Photo : "My Way"  By The Brilliant Photographer : Ahmed Hamdy
Click on the photo or click his name to see his full Artwork :)

و شكر خاص لـ : إبراهيم محمد ، ريهام عبد الستار على التنويه للكتاب و شراؤه :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق